صدر حديثًا كتاب (الدبلوماسية الدفاعية : الوجه الناعم للقوة الصلبة ) من تأليف المستشار الدبلوماسي والدكتور ياسر عبد الحسين عن دار ومكتبة عدنان في بغداد.
يبحث الكتاب في مسعى الدول إلى تحقيق مصالحها تسعى إلى توظيف قوَّتها الناعمة والصلبة في توجيه سياسات الأمن القومي باتجاه تحقيق الأهداف الوطنية، وتبقى الدبلوماسيَّة والدفاع أهمَّ مفردات التعامل الدبلوماسيّ مع بقيَّة الدول، وأداة مهمَّة يجب تفعيلها بوصفها إحدى أهمِّ سياسات تحقيق مصالح الدول، حيث نحاول في الكتاب دراسة أبعادها.
حيث نلاحظ أنَّ قليلًا جدًّا من الدراسات الأكاديمية التي تناولت دبلوماسيَّة الدفاع، ولم يكتسب المصطلح رواجًا إلَّا مؤخَّرًا، ونعتقد أنَّ هذه الدبلوماسيَّة الخاصَّة سوف تشكِّل أهمِّيَّةً بارزةً في بناء مُناخ من الثقة والتقارب بين الدول وحتَّى الشعوب. في المقابل ليست هي دعوة "العسكرة الزاحفة" نحو الدبلوماسيَّة والسياسة الخارجية بقدر ما هي إعادة توظيف الأدوات الفعليَّة لقدرة الدولة على تحقيق مصالحها، وتبقى بمنزلة أداةٍ لمنع الأزمات عبر الاستخدام السلمي (غير التصادمي) للقوَّات المسلَّحة والبنية التحتية ذات الصلة، ولا سيَّما وزارات الدفاع بوصفها أداةً للسياسة الخارجية والأمن والعمل الدبلوماسي.
في كثيرٍ من المواقف والأحداث لا تتطلَّب القوَّة العسكريَّة عمومًا استخدام القوَّة فعليًّا في الميدان، وقد تطوَّرت الدول على وفق نماذج دبلوماسيَّة عسكريَّة متميِّزة، وإذا ما نظرنا إلى الولايات المتَّحدة الأمريكية، بصفتها القوَّة العسكريَّة الأبرز في العالم، بدءًا من خطَّة مارشال بعد الحرب العالمية الثانية التي قدَّمت مساعدات لإعادة بناء أوروبَّا الغربية وأرست أسس حلف شمال الأطلسي (الناتو)؛ فقد استخدمت واشنطن جيشها على نطاق واسع في تنفيذ مبادرات السياسة الخارجية من خلال الاتفاقيَّات والتحالفات والشراكات، وغيرها من النماذج التي سوف يعرضها في هذا الكتاب.